هذه قراءة لكتاب ” أصول كتابة البحث العلمي، وتحقيق المخطوطات “[1] للدكتور يوسف المرعشلي[2]، تتضمن تلخيصًا لأهم ما ورد فيه، وذكر بعض الملحوظات عليه، فنقول وبالله التوفيق :
يتكون الكتاب بالإجمال من مقدمة، وتمهيد، وعرض لمواضيع علوم الدين الإسلامي، وشروط البحث، وشروط الباحث، وبابين : الباب الأول عن كتابة البحث العلمي، والباب الثاني عن تحقيق المخطوطات، وتغلب عليه الروح الإسلامية، والاعتزاز بالإسلام وتراثه وحضارته، والتحذير من تلقي مؤلفات المستشرقين دون فحص وتمحيص[3] ، كما يحذر من تلقي كتب الغربيين في البحث العلمي على علاتها[4].
مقدمة الكتاب
في المقدمة حمد المؤلف الله تعالى و أثنى عليه ، و أشار إلى حض الإسلام على العلم ، و جعل طلب العلم فريضة ؛ و هذا هو سبب إقبال المسلمين الأوائل على العلوم الشرعية حفظًا و شرحًا و تأليفًا ، كما أشار إلى تنوع مناهج المسلمين و أساليبهم في التأليف ، و تطور هذه المناهج عبر العصور ، و ذكر مثلاً على لك .
ثم ذكر المؤلف دواعي تأليفه لهذا الكتاب ، و هي أنه أراد وضع خلاصة تجربته في مجال الأبحاث تدريسًا و ممارسةً ؛ فقد كان عضوًا باحثًا في مراكز للأبحاث في لبنان و السعودية ، و أخرج فيها عدة تحقيقات و التقى فيها بكبار الباحثين في العالم الإسلامي .
ثم تحدث المؤلف الكتابات السابقة في البحث العلمي و تحقيق المخطوطات ، فأشار إلى من سبقه في ذلك ما بين مختصر و مطول ، و أنه كان يطلع على كل جديد في هذا الميدان ، و لكنه لم يجد فيها ما يروي ظمأه كما يقول ، و انتقدها بالاختصار الشديد ، أو الإخلال لبعض الأمور ، أو التقليد الأعمى لأساليب من هم غير المسلمين مما يخالف عقيدتنا و مناهجنا .[5]
و أرجع المؤلف سبب ذلك إلى فقدان الثقة بالنفس ، و الانهزام أمام الغير ، و الإقبال على كتب الأجانب إقبالاً كليًا ينم عن احتقار الذات ، و الجهل التام أو التجاهل بإسهام المسلمين الهائل الجبار في مجال التأليف ، و إهمال مناهجهم في البحث ، و الانبهار بكتابات الغربيين انبهارًا كليًا ، و التسليم بمضمونه دون معرفة لما يصلح منه و ما لا يصلح ، و ما يوافقنا و ما لا يوافقنا ، و ترجمة ما لديهم ، و تدريسه بحرفيته لطلابنا كما هو .
ثم عرض خطته في تأليف هذا الكتاب ، و شكر الرئيس الأعلى لجامعة بيروت الإسلامية سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ، و كل من ساهم في إعداد و طباعة كتابه .
التهميد
ثم مهد لبحثه مهادًا طويلاً في ثلاث و ستين صفحةً ، ذكر فيه تعريف البحث ، و أهميته ، و أهدافه ، و أنواعه ، و مواضيعه ، و شروطه ، و شروط الباحث ، و قد أطال في تعداد مواضيع البحث
أما تعريف البحث فقد عرفه في اللغة و الاصطلاح ، و كان تعريفه في اللغة كالتعريفات المذكورة في كتب البحث العلمي ، تعريف لكلمة بحث من كتاب تهذيب اللغة للأزهري و هو : ( البحث طلبك الشيء ، و السؤال عنه ، يقال بحثت بحثًا ) ، ثم ذكر الآية التي وردت فيها كلمة بحث و هي قول الله عز وجل : ( فبعث الله غربًا يبحث في الأرض ) سورة المائدة ، و الحديث التي سميت به سورة التوبة بسورة البحوث .
و قد اختار في تعريف البحث العلمي الاصطلاحي تعريف الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان و هو : ( دراسة متخصصة في موضوعٍ معين ، حسب مناهج و أصول معينة ) .
أما أهمية البحث العلمي فتكمن في تقديمه شيئاً جديدًا ، و إسهامه في تطوير المجتمعات ، و نشر الثقافة و الوعي و الأخلاق القويمة فيها باستمرار ، و تزداد أهميته كلما ارتبط بالواقع أكثر فأكثر ، فيدرس مشكلاته ، و يقدم الحلول المناسبة لها .
أما أهداف البحث فيميل البحث العلمي اليوم إلى التخصص ، و معالجة أدق الجزئيات بالتفصيل ، و يسلط الضوء على أسبابها و كيفية عملها و نتائجها ، و يوازن بين الأمور ليصححها ، و يهدف إلى إبراز حقيقة ما ، أو يضع حلاً لمشكلة ما ، أو يتوصل إلى اكتشاف جديد ، أو يطور آلة ، أو نظرية معينة ، أو يصحح خطأ شائع ، أو يرد على أفكار معينة ، فمجاله رحب واسع لا حدود له .
أما أنواع البحوث فتتنوع بحسب الكم و الكيف من مرحلة دراسية إلى مرحلة دراسة أخرى ، و من نيل درجة علمية معينة إلى نيل درجة عملية أخرى ، و قد يكون البحث ليس له علاقة بالدراسة و الدرجات العلمية كأن يكون كاتبه عالمًا أو مفكرًا أو دارسًا و باحثًا حرًا ، و قد يكون البحث دراسة جديدة أو تحقيقًا لمخطوط ينتفع به الناس أكثر من غيره الذي يفوقه حجمًا .
أما مواضيع البحوث فتتنوع بتنوع مواضيع العلوم الكثيرة و المتشبعة ، و يمكن تقسيم العلوم إلى نقلية و عقلية ، فالنقلية هي علوم الدين التي جاء بها الوحي ، و النقلية ما أنتجته العقول البشرية من العلوم البحتة كالطب و الهندسة و علم الاجتماع و التربية و الفلسفة …إلخ .
ثم بدأ يعدد موضوعات علوم الدين الإسلامي و فروعها ، فذكر علوم القرآن ، و الحديث الشريف ، و أصول الدين ، و الفقه بمذاهبه ، و السيرة النبوية ، و التصوف و الزهد ، و التربية الإسلامية ، و تراجم الرجال ، و التاريخ و الجغرافيا ، و اللغة و الأدب ، و بحوث الحضارة الإسلامية و الفكر الإسلامي ، ثم عدد موضوعات كل علم منها و فروعه ، و التعريف بكل علم و فرع و بعض موضوعاته ، و ما استجد منها .
أما شروط البحث العلمي الناجح فقد ذكر له سبعة شروط هي : أن يقدم البحث شيئًا جديدًا طريفًا ، و يبتعد عن المكرر و المشبع بحثًا ، و أن يكون البحث حيويًا واقعيًا له صلة قوية بميول الطالب و حاجة المجتمع ، و أن يكون البحث خصبًا بمادته و أفكاره غزيرًا بمصادره ، و أن يكون البحث واضحًا في منهجه و تنظيم خطته بشكل منطقي حسن التقسيم ، و أن يكون عنوان موضوع البحث محددًا بدقة معبرًا عن مضمونه ، و أ يكون الأسلوب سليمًا واضح العبارة ، و أن تكون المعلومات دقيقة موثقة بذكر مصادرها .
أما شروط الباحث فقد ذكر له عشرة شروط هي : سعة الإطلاع و العلم و المعرفة ، و الموهبة و الذكاء و القدرة على التأمل و التفكير و الاستنباط ، و التمحيص و التحقيق و التدقيق ، و الموضوعية و التجرد و البُعد عن الهوى و الميل و التعصب و التحيز و المبالغات ، و التواضع و احترام آراء الآخرين ، و الأمانة العلمية ، و الدقة و النظام ، و العزيمة و الهمة العالية و التضحية و الصبر على المشقة و المثابرة و التأني و بُعد النظر و الإخلاص في العمل .
الباب الأول : كتابة البحث العلمي
بذلك ينتهي التمهيد و يبدأ الباب الأول بعنوان ” كتابة البحث العلمي ” ، و فيه الخطوات التي يتبعها الباحث في كتابة بحثه ، و قد قسمه إلى ثلاثة فصول بحسب عدد الخطوات .
الفصل الأول
جعل المؤلف الفصل الأول لمرحلة الإعداد النظري ، و فيه خمسة مباحث هي : اختيار تخصص البحث ، و اختيار المشرف على البحث ، و تحديد عنوان البحث ، و وضع خطة أولية للبحث ، و تحديد المصادر الأولية للبحث .
أما اختيار تخصص البحث فيكون من تخصص الباحث ؛ لأنه من المفترض أن يكون ملماً بتخصصه ، و الباحث غير المتخصص سيوجه صعوبات كثيرة ، و أن يختار موضوعًا يميل إليه و يحبه و يرغب فيه و ينسجم مع تفكيره و شخصيته ؛ لأن الإنسان يبدع و يعمل بإقبال و همة و نشاط فيما يقتنع به .
أما اختيار المشرف الذي سوف يعمل الطالب تحت إشرافه فيكون من اختيار الطالب ، فيستشير الطالب أستاذًا متخصصًا في الموضوع الذي اختاره يراه مناسبًا ، مشرفًا يحبه و يحترمه و يشعر معه بالانسجام التام و التكامل ؛ لأنه سيعيش معه فترة طويلة أقلها سنتان ، و يعرض عليه رغبته في العمل تحت إشرافه ، فإن وافق الأستاذ اقترح الطالب اسمه على القسم ليأخذ موافقته .[6]
أما تحديد عنوان البحث فيكون بالمشاورة بين الطالب الباحث و أستاذه ، و يجب أن يمتاز العنوان بالجدة و الابتكار ، و إيجاز العبارة ، و مطابقة العنوان للمضمون ، و بالمرونة و الشمولية ، و التحديد الدقيق ، و الموضوعية و الوضوح ، و الطريقة المثلي في اختيار العنوان أن يعتمد الطالب على نفسه فيختار مجموعة من المصادر و الكتب في حقل التخصص ، متنوعة بين قديم و حديث ، تمثل مدارس فكرية متنوعة ، و مناهج علمية مختلفة ، فيعكف على تأملها ، و دراسة موضوعاتها بتأن و روية ، و سوف يجد بعد ذلك قائمة طويلة بعنوان كثيرة ، يلقي عليها نظرة فحص و اختبار ، ليختار منها .[7]
و يحسن أن يتفادى الطالب عند اختيار الموضوع الموضوعات المعالجة من قبل ، و الموضوعات التي يشتد الخلاف حولها حتى لا يكون البحث مجرد عرض آراء ، و الموضوعات العلمية المعقدة جدًا ، و الموضوعات الخاملة التي لا يبدو ممعتة و مادتها غير مشجعة حتى لا يكون الموضوع مملاً و عائقًا عن التقدم ، و الموضوعات التي يصعب الحصول على مادتها العلمية و تندر ، و الموضوعات الواسعة جدًا لأنها متعبة ، و الموضوعات الضيقة جدًا ، أو الغامضة جدًا .[8]
أما وضع خطة أولية للبحث فمهم ؛ لأن الباحث في بحثه كالمهندس الذي يريد أن يبني بناء ، فهو قبل البدء بعمله يخطط له ، و يضع له تصميمًا هندسيًا يحدد شكله و أبعاده ، و يدرس تكاليفه ، و يحضر مواده ، ثم يبدأ العمل ، و هكذا كاتب البحث ، و البحث بدون خطة سابقة مدروسة بدقة و عناية مضيعة للوقت و تبديد للجهد ؛ لأن إهمالها ربما يضطر الباحث إلى إعادة الكتابة حين يتبين له عدم ترابط بحثه و تناسقه ، فيكون من الصعب إعادة تنظيمه بعد كتابته .
إن خطة البحث هي رسم صورة متكاملة عنه ، و تعني تقسيم أفكار البحث إلى أفكار رئيسية و جزئية ، و عادة ما تضم الخطة المثالية مقدمةً ، و تمهيدًا ، و بضعة أبواب ، في كل باب عدة فصول ، و في كل فصل عدة مباحث ، و خاتمةً ، و فهارس ، و يجب أن تتضمن المقدمة أسباب اختيار الموضوع ، و أهمية البحث ، و الكتابات السابقة فيه ، و خطة البحث ، و منهجية البحث ، و الشكر و التقدير .
و يجب أن يتضمن التمهيد تعريفات كلمات العنوان ، و بيان المقدمات الأساسية للبحث ، و يجب أن تشمل الأبواب الأفكار الرئيسة للبحث ، و أن تشمل الفصول الأفكار الفرعية ، و إذا أمكن تقسيم الأفكار الفرعية فتوضع في مباحث ، كما يمكن تقسيم المباحث إلى مسائل ، و يجب أن تتضمن الخاتمة خلاصة البحث ، و النتائج التي توصل إليها الباحث .
أما تحديد المصادر الأولية للبحث فتكمن أهميتها من حيث أن كثرة المصادر و المراجع و وفرتها و استيفاء اطلاع الباحث عليها مما يدفع البحث إلى النجاح ، و تُطلب من الباحث تسجيل من بين 15 – 20 مصدرًا أوليًا في مشروع بحثه ، ليطلع عليها المجلس العلمي و يوافق عليها أو يناقشها أو يعدلها ، ثم ذكر المؤلف وسائل معرفة المصادر و المراجع و الحصول عليها ، و سرد قائمة طويلة بأهم المصادر و المراجع مرتبة حسب الموضوعات ، قائمة أخرى بحسب الدول .
ثم تحدث المؤلف عن أهمية تسجيل معلومات المصادر ، و كيفية تسجيلها على البطاقات ، و عن الفرق بين المصدر و المرجع ، و ضرب الأمثلة على المصادر الأصلية ، كما ضرب الأمثلة على المراجع ، ثم تحدث عن النقل من المراجع و طرائقه ، و عن تعدد المصادر ، و عن اختلاف المصادر ، و تنوع المصادر المعاصرة ، و مسألة اعتمادها في البحث العلمي ، و عن ضرورة اتخاذ الباحث مكتبة شخصية في منزله ، و عن الصفحات الإسلامية على الإنترنت .[9]
الفصل الثاني
جعل المؤلف الفصل الثاني لمرحلة التنفيذ العملي و فيه أربعة مباحث[10] هي : القراءة المركزة و المطالعة الهادفة ، و التقميش و جمع المعلومات و توزيعها ، و كتابة البحث وفق المخطط الأولي ، و وضع المقدمة و الخاتمة .
فأما القراءة المركزة و المطالعة الهادفة فتكون بعد انتهاء الباحث من تسجيل أسماء المصادر و المراجع التي يريد أن يستفيد منها على البطاقات ، يبدأ في قراءة هذه المصادر واحدًا واحدًا قراءة مستوعبة فاحصة ينفذ إلى أعماق موضوعه ، و يسجل ملاحظاته ، و حتى تحقق قراءته و تدوينه المادة الغاية منها في وقت مناسب لا بد له من مراجعة فهرس الكتاب الذي يريد أن يقرأه ، و يحدد ماله صلة ببحثه ، و أن يقرأ كل ماله صلة بموضوعه قراءة يفهم من خلالها جميع ما يطالعه ، و يكتب و يصور ما يراه مناسبًا لبحثه في بطاقات .[11]
و بعد المطالعة و جمع المعلومات في بطاقات يبقى أمام الباحث تنظيم هذه المعلومات التي جمعها و دونها ليحسن الإفادة منها ، فيبدأ عمله بشراء ملف لبحثه و بطاقات كرتون سميك ملونة ، و يكتب على كل بطاقة عنوان باب رئيس من أبواب البحث ، و يكون عددها و ألوانها على عدد أبواب البحث الرئيسة وفق المخطط الأولي الذي وضعه ، إن هذه الهيكلة للعناوين قابلة لوضع أي معلومة دونها الباحث على بطاقة أو صورها في مكانها من الأبواب و الفصول و المباحث .
أما وضع الخطة النهائية للبحث فتكون بعد جمع المادة العلمية ؛ لأن لها أثر كبير في توجيه البحث و رسم منهجه و خطته ، و كثيرًا ما يضطر الباحث إلى تغيير مخططه الأولي بالنسبة لما يجتمع بين يديه من مادة علمية ، فتحمله على تغيير خطته بالزيادة أو النقص أو التقديم أو التأخير ، و على التزام منهج دون غيره .
أما كتابة البحث فتكون بعد اختيار المعادة العلمية ، و بعد وضوح معالم الموضوع تمامًا ، ليس على مستوى الأفكار الأساسية و الخطوط العريضة ، بل البحث كلاً و تفصيلاً ، بابًا ، و فصلاً فصلاً ، بتقسيماته الكلية و الجزئية ، و حذف ما يمكن حذفه ، يعني : استكمال و استيفاء القراءة و الدرس حول الموضوع ، و استخلاص النتائج المستفادة ، و حينئذ يكون الباحث مؤهلاً و مهيًأ نفسيًا و فكريًا و عمليًا للكتابة ، و من ثم ينبغي عليه الاهتمام بالجوانب الفنية و المنهجية .
و تتطلب هذه المرحلة الصياغة السليمة ، و حسن التأليف و التزام المنهج العلمي في عرض الأمور و مناقشة الحقائق ، فإذا توفرت للبحث هذه العناصر فقد توفرت له أسباب الجودة ، و أركان البحث العلمي ثلاثة ، الأسلوب و المنهج و المادة ، فأما الأسلوب فهو القالب التعبيري ، و للأسلوب العلمي[12] خصائصه في التعبير و المناقشة لأنه يخاطب العقل و يناجي الفكر ، و أما المنهج فيكمن في تنظيم العرض ، و تقديم الأدلة ، و التحليل العلمي ، و المقارنة ، و أما المادة العلمية فهي الركن الأهم من أركان البحث العلمي ، و تعود قيمة الأبحاث و أهميتها غزارة مادتها العلمية ، و مدى صحتها ، و توثيقها ، و جدتها ، و حيويتها .
و من الوسائل الناجحة في كتابة البحوث البدء بكتابة المسودة الأولى لكل فصل ، ثم العمل على مراجعته و تنقيحه بعناية شديدة ، كما ينبغي الاهتمام منذ البداية بتدوين الأفكار بأسلوب جيد ؛ حتى لا يتكبد مشقة في المراجعة ، إن المعيار في كتابة البحث أن يضع الباحث نفسه موضع القارئ ، فالباحث لا يكتب لنفسه بل لغيره ، و الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض الباحثين هو افتراض إلمام غيرهم بالموضوع كإلمامهم ، و إدراكهم له ، فيكون بعد هذا مدعاة إلى الإيجاز و عدم البيان و التحليل و الوضوح .
و بعد الانتهاء من كتابة المسودة يستحسن قراءته قراءة نقد و فحص ، و ليتمثل الباحث من نفسه كما لو كان مشرفً على هذا العمل ، فيتابع تسلسل الأفكار ، و ترابط المعاني ، و وضوح التعبير ، و سلامة الأسلوب ، و تنظيم الشواهد ، و عرض الأمثلة عرضًا سليمًا و بصورة مُقنعة ، و موقفة من الآراء المتعارضة موقفاًا معتدلاً دون تحيز أو تحامل ، و التأمل في مصادر البحث و سلامتها ، فإن استطاع أن يصمد أمام هذا الفحص و الامتحان ، فعندئذ يكون قد وصل المرحلة التي لا يحتاج فيها إلا النظر و التأمل في الأوراق ، و الاهتمام بالنواحي الشكلية و المنهجية و سلامتها من الأخطاء اللغوية .
و بعد النظر في المتن ينظر في الهوامش[13]، و هي ما يكتبه الباحث من أفكار ثانوية في كتابه أو كتاب غيره ، ليشرح غامضًا ، أو يوضح فكرةً ، أو يوسع شرحها ، أو يوثق معلومةً بذكر مصدرها ، أو يخرج حديثًا ، أو يعرف بعلمٍ من الأعلام ، أو مكان ، أو يناقش رأيًا ، أو يعلق على رأي …[14]
ثم تحدث المؤلف عن كيفية تخريج الآيات ، و الأحاديث ، و ذكر جملة من الكتب المعينة على ذلك ، و كيفية الحكم على الحديث ، و ذكر جملة من الكتب المعينة على ذلك ، و كيفية كتابة تخريج الحديث في الهامس ، و كيفية التعريف بالأعلام و الأماكن و الأزمنة و الوقائع و الكتب ، و ذكر جملة من الكتب المعينة على ذلك ، و ضرب الأمثلة عليه ، و كيفية تخريج الأمثال و الأشعار ، و كيفية توثيق نقول العلماء ، و قواعد ذكر المصادر في الهامش ، و كيفية اقتباس النصوص[15] ، و الرسم الإملائي و علامات الترقيم[16] .
الفصل الثالث
جعل المؤلف الفصل الثالث للمرحلة النهائية لكتابة البحث ، و فيه ثلاثة مباحث[17] هي ، طباعة البحث و تصحيحه ، و وضع الفهارس الفنية بأنواعها و تجليد البحث ، و تقديمه و مناقشته .
فأما طباعة البحث فيتقدم الباحث إلى إدارة الجامعة بطلب المرافقة على طباعة بحثه ، و يمنع من طباعته قبل أخذ الموافقة الرسمية من أستاذه المشرف و إدارة الجامعة ، و بعد أخذ الموافقة على الطبع على الباحث أن يختار مكتبًا تجاريًا لطباعة الأبحاث الجامعية فيتعاقد معه على طبع بحثه وفق الشروط و المواصفات التي تزوده بها إدارة الجامعة[18] .
ثم على الباحث بعد ذلك أن يقرأ بحثه قراءة متأنية تمكنه من اكتشاف الأخطاء المطبعية ، حتى يوصي المطبعة بتعديلها فيخرج البحث في صورته النهائية من المطبعة خاليًا من الأخطاء المطبعية .
أما الفهارس الفنية فلها أهمية من البحث ؛ لأن الأبحاث الناجحة لا بد أن تشتمل على فهارس في آخرها تسهل على القارئ مهمة التفتيش و الحصول على مسائله من الكتاب بسهولة و يسر ، فتوفر عليه الجهد و الوقت و هما عاملان مهمان في حياة الباحث ، و يكون وضعها بعد الفراغ من كتابة البحث و طبعه ، و يخطئ كثير من الباحثين حين يضعون الفهارس قبل طباعة البحث ، ذلك أنهم سيضطرون إلى إعادة الإحالة إلى أرقام الصفحات بعد أن تأخذ وضعًا نهائيًا بعد الطبع و التصحيح .
ثم ذكر المؤلف أنواع الفهارس ، و قسمها إلى نوعين : فهارس أساسية ، و هي فهرس الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة ، و الأعلام ، و ثبت[19] المصادر و المراجع ، و محتويات البحث ، و طريقة إعداد كل واحد منها ، و فهارس متخصصة توضع حسب موضوع البحث فالبحث النحوي يحتاج فهرس للأدوات و المواضيع النحوية ، و البحث التاريخي يحتاج فهرس لوضع الأمكنة و الأزمنة و الأيام و التواريخ المشهورة إما على حروف الهجاء أو على السنين ، و البحث الأدبي يحتاج إلى فهرس للأشعار و الأمثال …[20]
و يجب أن تكون المعلومات في صفحة عنوان كاملة ، و هي : اسم الجامعة ، و القسم ، و عنوان البحث ، و الدرجة العلمية ، و اسم الطالب ، و اسم المشرف ، و بلد التقديم ، و سنته ، ثم يقوم الباحث بتصوير عشرة نسخ من بحثه بصورتها النهائية بعد موافقة إدارة الجامعة ، و يسلمها لإدارة الجامعة لتسلمها بدورها إلى قراء البحث الذين يختارهم القسم لمناقشة الرسالة ، و تمهلهم مدة لكتابة تقاريرهم حولها ، و يكون عدد قراء رسائل الماجستير اثنين ، و رسائل الدكتوراه ثلاثة سوى المشرف ، ثم تحدد إدارة الجامعة بعد ذلك موعد المناقشة .
أما مناقشة البحث فهي المرحلة النهائية للبحث ، و خاتمة العمل فيه ، و يطلب من الطالب فيها هدوء الأعصاب ، و التحلي بالأدب و الأخلاق و سعة الصدر لما سيسمعه من انتقادات ، و ملاحظات من الأستاذة المناقشين ، و هذه الأمور تدخل في تقويم الرسالة و درجاتها إضافة لمادتها العلمية .
تجتمع اللجنة برئاسة المشرف على البحث الذي يمهد بكلمة عن موضوع البحث و أهميته ، و عن جهد الطالب فيه ، و موقفه منه ، و رضاه عنه و عن عمله ، ثم يطلب منه عرضًا موجزًا ، فعلي الطالب تحضير هذا العرض لبحثه قبل المناقشة لقراءته ، ثم تبدأ المناقشة باستعراض ملاحظات المناقشين على الشكل و المضمون واحدة واحدة ، حتى الفراغ منها ، ثم يطلب من الطالب إجابته ، ثم يعلن رئيس اللجنة النتيجة بقراءة القرار الصادر عن اللجنة و الموقع منهم جميعًا .
الباب الثاني : تحقيق المخطوطات
و قد تحدث فيه المؤلف عن أصول تحقيق المخطوطات ، و إخراجها إلى عالم الطباعة ، و قد قسم البحث فيها إلى ثلاثة فصول حسب المراحل التي يمر بها الباحث .
الفصل الأول
جعل المؤلف الفصل الأول عن المرحلة الإعدادية النظرية لتحقيق المخطوطات ، و فيه تمهيد ، و خمسة مباحث هي : تحديد اختصاص المخطوط ، و أهم مراكز المخطوطات في العالم ، و اختيار مشرف على التحقيق ، و اختيار عنوان المخطوط و شروطه ، و أهم الفهارس التي تبين المخطوطات المطبوعة .
فأما التهميد فقد تحدث فيه عن مصطلحات التحقيق ، و معنى التحقيق لغةً و اصطلاحًا ، و إشارة إلى صنعة الوراقة ، و نشأة المكتبات ، و أشهرها في تاريخ الإسلام ، ثم نبذة عن نشأة التحقيق ، و دور المستشرقين فيه ، ثم دور المحققين العرب بعد ذلك ، و مصادر تحقيق التراث ، كما تحدث عن شروط المحقق و أدواته .
وأما المبحث الأول فعن اختيار الباحث لموضوع التحقيق ، و يجب أن ينطلق من معرفته، ودراسته الجيدة للعلم الذي يريد تحقيق مخطوط فيه ، و ميله له ، إن اختيار الباحث لموضوع بحثه هو المدخل الواسع و السليم الذي يدخل منه للعمل بالتحقيق .
وأما المبحث الثاني فعن مراكز المخطوطات القديمة و الحديثة في العالم ، و قد ساق المؤلف قائمة بحسب الدول ، و منها : معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ، و مركز الملك فيصل بالرياض ، فضلاً عن الجامعات الكبرى ، و دور الكتب الكبيرة ، مثل خزانة الحرم المكي ، و مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة ، و دار الكتب المصرية ، و مكتبة الأزهرة في القاهرة ، و غيرها من دور الكتب في أوروبا ، مثل مكتبة أوكسفورد ، و المكتبة الأهلية بباريس ، و فهارس المخطوطات ، العامة و الخاصة .
و أما المبحث الثالث فعن اختيار المشرف على التحقيق ، و قد سبق الحديث عن أهمية المشرف على البحث في الباب الأول ، و أضاف في الكلام عن مشرف التحقيق أن يكون متخصصًا بتحقيق المخطوطات و العمل بها ، و معرفة قواعد تحقيقها ، و فهارسها ، و ما طبع منها ، و له خبرة و دُربة و مِراس في تحقيق المخطوطات ، إضافة إلى تخصصه في العلم الذي سيشرف على تحقيق المخطوط فيه .
و أما المبحث الرابع فعن اختيار عنوان المخطوط و شروطه ، و على الباحث الرجوع إلى فهارس المخطوطات العامة و الخاصة ليختار منها اسم المخطوط الذي يريد العمل بتحقيق بشروط هي : أن يكون المخطوط غير مطبوع من قبل ، و أن يكون له أهمية في فنه ، و أن يكون من تأليف عالم جهبذ كبير ، و أن يتوفر له أكثر من نسخة ، أو أن تكون النسخة المطوطة هي النسخة الأم التي كتبها المؤلف بيده و صححها ، أو تكون نسخة قديمة كاملة مضبوطة ، و مصححة ، و مقروءة على الأئمة الحفاظ المتقنين .
أما المبحث الخامس فعن فهارس المخطوطات المطبوعة ، فقد ذكر المؤلف من قبل أن من أهم شروط المخطوط الذي يختاره الباحث للتحقيق أن لا يكون مطبوعًا ؛ لأن عمله سوف يكون تكرارًا لجهود السابقين ، و ضياعًا لجهوده ، و لا يؤدي الغرض من التحقيق ، و هو نشر العلم و الفائدة ، و لكن يجوز تحقيق كتاب مطبوع بشروط منها : أن يكون مفقودًا أو نادر الوجود ، و أن تكون طبعة السابقة رديئة سقيمة سيئة ، و أن تكون طبعته السابقة خالية من التعليقات المفيدة و الفهارس المساعدة ، ثم ذكر المؤلف قائمة بأسماء فهارس المخطوطات المطبوعة .
الفصل الثاني
جعل المؤلف الفصل الثاني عن المرحلة العملية ” التحقيق ” ، و فيه خمسة مباحث هي : الحصول على المخطوط ، و دراسة النسخ و تقييمها ، و نسخ المخطوط و المقابلة بين النُسخ ، و التعليق على المخطوط ” الهوامش ” ، و كتابة المقدمة و الخاتمة .
فأما المبحث الأول و هو الحصول على المخطوط فقد ذكر المؤلف وسائل الحصول على المخطوطات ، و الشروط العامة للمكتبات في تصوير المخطوطات ، و الأشكال التي يمكن للمحقق الحصول على المخطوط بها .
أما المبحث الثاني فعن دراسة النسخ و تقييمها ، و فيه شرح للحالات التي يمكن أن تواجه المحقق إذا عثر المخطوط ، و الطريقة الصحيحة للتعامل مع كل حالة ، و طريقة توثيق الكتاب لمؤلفه ، و طريقة توثيق عنوان الكتاب ، و ضبط اسم المؤلف .
أما المبحث الثالث فعن نسخ المخطوط و المقابلة بين النسخ ، و ذكر فيه المؤلف مجموعة من الأمور التي يجب على المحقق أن يراعيها في نسخ المخطوط ، و المقابلة بين النسخ ، مثل اختلاف الرسم الإملائي ، و وضع النص في فقرات ، و ضبطه بالشكل ، و استخدام علامات الترقيم ، و معرفة الاختصارات التي كان يستخدمها العلماء من قبل .
أما المبحث الرابع فعن التعليق على المخطوط، وذكر فيه المؤلف اختلاف طرائق المحققين في التعليق على النصوص، واختار منها، وذكر ما يجب التعليق عليه .
أما المبحث الخامس فعن كتابة مقدمة للمخطوط وخاتمة ، و ذكر المؤلف الأمور التي يجب أن تذكر في المقدمة ، مثل ترجمة مؤلف المخطوط ، وأهمية المخطوط، وموضوعه ، يعرض النسخ التي وجدها ، و كما يبين طريقته في تحقيق المخطوط .
الفصل الثالث
جعل المؤلف الفصل الثالث للمرحلة النهائية ، و هي الطبع و المناقشة ، و قسمه إلى خمسة مباحث[21] هي : الطباعة ، و التصحيح ، و الفهرسة ، و التجليد ، و المناقشة ، و لكن لا يوجد في الفصل الثالث إلا مبحث واحد ، تحدث فيه المؤلف عن المباحث الخمسة كلها ! .
[1] مكون 312 صفحة من الجحم المتوسط ، من طباعة و نشر و توزيع دار المعرفة ، بيروت – لبنان ، الطبعة الثانية 1427 هـ ، 2006 م .
[2] لبناني ، ولد في بيروت عام 1952م ، حاصل على الماجستير في اللغة العربية و آدابها عام 1981م ، و حاصل على الدكتورة في الآداب عام 1991م ، و يدرس بكلية الشريعة بجامعة بيروت الإسلامية منذ عام 1998 الفقه الشافعي ، و الحديث ، و مناهج البحث .
[3] انظر صفحة 31 ، و في الحقيقة فإن الله عز وجل أمرنا بالتثبت عند الأخذ من الفاسق ، فكيف بالكافر ، و لكن ذلك لا يعني ترك ما عند المستشرقين بالكلية ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، و من المستشرقين المنصف الذي ينطق بالحق ، و منهم الحاقد الذي يكيد للإسلام و أهله ، و يدس السم بالعسل كما يقال .
[4] انظر صفحة 7 .
[5] من بين أسماء المصادر و المراجع الخمسة و الثمانين التي ذكرها المؤلف في آخر كتابه لم أجد إلا كتابين تتضمن اسميهما كلمة “بحث” ! برغم إطلاعه على الكتب القديمة و الجديدة المؤلفة في البحث ، فإما أن يكون قد أفاد منها في كتابه و لم يذكرها ، أو أنه لم يفد منها ! .
[6] ذكر المؤلف بعض الأخلاق التي يحسن التعامل بها بين المشرف و الطالب الباحث ، انظر صفحة 83 .
[7] هناك طرق أخرى ، كما أن بعض الجامعات تلزم الطالب على تقديم ثلاثة مواضيع حتى يختار المجلس العلمي واحدًا منها و يوافق عليه .
[8] على الباحث أن يختبر استعداده للموضوع الذي اختاره فيلتمس في نفسه الكفاءة العلمية ، و الرغبة الصادقة ، و موافقة المشرف عليه .
[9] يتميز كتاب الدكتور المرعشلي عن غيره من كتب البحث العلمي بمناقشته مدى الاعتماد على ما استجد من مصادر المعلومات و وسائل الإعلام في العصر الحديث ، و الاهتمام بهذه المسألة ، انظر صفحة 116 و ما بعدها .
[10] في صفحة 79 ذكر المؤلف أن الفصل الثاني مكون من خمسة مباحث ، و لكنه فعليًا مكون من أربعة مباحث ، حيث جعل المؤلف المبحث الخامس الذي ذكره في صفحة 79 و هو ” وضع الفهارس ” المبحث الثاني من الفصل الثالث ! .
[11] لمعرفة كيفية أهمية تدوين المعلومات في بطاقات و كيفيتها انظر صفحة 121.
[12] يقول المؤلف في كتابه عن الأسلوب العلمي في صفحة 126 : ( و هو أهدأ الأساليب ) و كلمة (أهدأ) اسم تفضيل من كلمة : هدأ ، يهدأ هدوءً ، و لعله يريد كلمة ( أهدى ) من : هدى يهدي هُدى ، و هداية .
[13] الهوامش هي الحواشي ، مفردها هامش ، و الهامش أطراف الورقة و ما يكتب فيها ، قال صاحب القاموس المحيط : الهامش حاشية الكتاب ، مولد .
[14] تحدث المؤلف في صفحة 131 عن مسألة تهميش الكتب المحققة و كان الأولى به إرجاء ذلك إلى الباب الثاني ” تحقيق المخطوطات”.
[15] انظر من صفحة 132 إلى صفحة 178 .
[16] انظر من صفحة 178 إلى صفحة 189 ، و أرى أن شرح الرسم الإملائي و علامات الترقيم ليس مكانه كتب البحث العلمي ، و إنما يكفي الإشارة إلى أهميتها في كتب البحث العلمي ، و الإشارة بالرجوع إلى كتب الرسم الإملائي و علامات الترقيم لمعرفتها .
[17] يقول المؤلف في صفحة 78 إن الفصل الثالث مكون من ثلاثة مباحث ، و يقول في صفحة 193 إن الفصل الثالث مكون من أربعة مباحث ! ، و قد تحدث في هذا الفصل عن المبحث الأول و الثاني و الرابع ! ، فإما أن يكون المبحث الثالث قد سقط مطبعيًا ، و إما أن يكون المؤلف قد أخطأ في ترقيم المباحث ! .
[18] تختلف أنظمة الجامعات بهذا الخصوص .
[19] ضبط المؤلف كلمة ” ثَبَت ” بفتح الباء ، و الصحيح سكونها ، و هو المذكور في المعاجم العربية .
[20] انظر من صفحة 194 إلى صفحة 200.
[21] ذكر المؤلف في صفحة 205 أنه قسم الفصل الثالث إلى خمسة مباحث ، و لكنه تحدث عن هذه المباحث كلها في مبحث واحد فقط !.
5 تعليقات على “أصول كتابة البحث العلمي وتحقيق المخطوطات”
مشكووور يا أستاذ على هالموضوع بصراحة افادني وماقصرت في تلخيصك له
و شكرا (f) (f)
كــــــــــــل عـــــــــام وانـــــــــــــت بـــــــــــخيــر يا أستـــــــاذي
(f) (f) (f) (f) (f) (f) (f)
الاخ الفاضل صالح الهزاع
اكرمك الله خير مكرم
قرأت تلخيصك للكتاب وانا مهتم وباحث في شؤون المخطوطات وقد استفدت بمعرفة تفاصيل الكتاب ودواخله مما ذكرت وساستفيد اكثر بالاطلاع على الكتاب الاصلي وقد اعياني البحث في النت اما في بلدي فنحن فثي الربع الخالي (لا اهتمام بالكتاب )
هل اطمع بكرمك ان توفر نسخة اطلع عليه وتكون رابط في اسفل مقالك ..
ا واكن لك من الشاكرين
وجزاك الله كل الخير وان صعب الامر فانت من المعذرين
تشرفنا بمدونتك
مع التحية
ارید الکتاب اصول کتابة البحث العلمی لیړسف المرغیسلی بشکل pdf
نريد هذا الكتاب pdf جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا التلخيص أجدتم وأفدتم زادكم الله علما ووفقكم لما يحبه ويرضاه