التصنيفات
تقنيات

أنظمة التشغيل في الهواتف الجوالة

لو سألت عينة عشوائية من مستخدمي الهاتف الجوال عن الأنظمة التشغيلية المستخدمة في أجهزتهم، وسألت عينة أخرى من مستخدمي الحاسب نفس السؤال، فما هي العينة التي تتوقع أن تكون إجابات مستخدميها الصحيحة أكثر؟ عينة الجوال، أم عينة الحاسب؟

شخصياً أتوقع عينة الحاسب، ربما لأن الفرصة متاحة للمستخدم لاختيار النظام الذي يريده في الحاسب أكثر من الجوال، مع أن كثير من أجهزة الحاسوب تباع متضمنة نظام التشغيل، وخاصة الدفترية منها.

ولكنه ليس بالسبب المقنع تمامًا؛ لأن المستخدم يستطيع أيضاً أن يختار نظام التشغيل قبل أن يشتري الهاتف، ولكن أغلب المستخدمين يهتمون بمميزات أخرى غير نظام التشغيل، كالشكل، وغيرها، ويهملون شيئاً مهما ألا وهو نظام النتشغيل.

ولأن أهمية الهواتف وحاجتنا إليها قد تعاظمت، ولأن الهواتف الذكية أصبحت تقترب شيئاً فشيئاً من الحاسوب وتؤدي أهم الخدمات التي يحتاجها المستخدم العادي من الحاسوب، كتصفح الإنترنت واستعراض البريد الإلكتروني وتشغيل برامج المكتب والمحادثة وملفات الصوت والفيدو واستعراض الصور وتحريرها.

لذلك لا بد أن نلقي نظرة على أنظمة تشغيل الهواتف الجوالة، فمن يدري ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل، ربما تتلاشى الفوارق بين الهواتف الجوالة والحواسب تماماً، ربما يقضي أحدهما على الآخر، وربما يخرج لنا جهاز يضم جميع خدمات الجهازين في جهاز واحد، خاصة وأن هناك أخبار الآن عن أنظمة تشغيل تعمل على الهواتف والحواسب.

توجد اليوم في الأسواق سبعة أنظمة لتشغيل الهواتف الجوالة هي : سيمبيان Symbian، وويندوز موبايل Windows Mobile، وبلاك بيري BlackBerry، وآيفون أو إس iPhone OS، ولينكس Linux، وبالم أو إس Palm OS، وأندرويد Android، وكل نظام له مزاياه وعيوبه.

أشهر هذه الأنظمة وأكثرها استخدام هو السمبيان الذي تأسست شركته عام 1998 بمشاركة شركات كبرى مثل نوكيا وسوني ايركسون وسامسنوج وسميمنس، وتسعى نوكيا للسيطرة عليه عبر شراء حصص بقية الشركاء، وتنوي جعله مفتوح المصدر في المستقبل؛ لتسرع من عملية تطويره.

ويشغل النظام أكثر من 200 مليون هاتف ذكي حول العالم، وتدعمه، والسبب في انتشاره الواسع سهولة تنقله بين الشبكات اللاسلكية، كما أن المجال واسع أمام المبرمجين في تطويره، فهو مصمم بطريقة الإضافات التي تزيد من سهولة تطويره، وإضافة العديد من المزايا إليه، ويمكن ترخيصه لأي شركة تصنع الهواتف الجوالة في العالم على خلاف بعض الأنظمة الحصرية.

وضريبة هذه الشهرة هي أن النظام هو الهدف الرئيسي للفيروسات، والبرامج التخريبية لعمل الهاتف، والبرامج التي ترسل معلومات بشكل لا سلكي، وتنسخ نفسها على الأجهزة المجاروة عبر تقنية البلوتوث، مما يعني حاجة مستخدم هذا النظام إلى برامج الحماية وتحديثها بشكل مستمر.

يلي السمبيان شهرة نظام الويندوز موبايل الذي أطلقته شركة مايكرسوفت عام 2002م، وهو مصمم ليكون شبيه بنظام ويندوز للحواسب، وتدعمه تدعمه شركات مثل إتش بي وآي ميت وإتش تي سي وسامسونغ وإيزوس و أو2 وإل جي، ويحظى بشعبية كبيرة بين المبرمجين والمطورين، لأنه سهل الاستخدام، ولإمكانية تطوير البرامج عليه بسهولة.

وهو متوافق تماما مع البرامج الأخرى الموجودة في الحواسب التي تعمل بنظام ويندوز، ويمكن نقل الملفات بينهما، ومزامنتها بكل سهولة، وبشاشة تعمل باللمس بواسطة قلم مخصص، توجد نسختان من نظام الويندوز موبايل، واحدة للهواتف الذكية تستهدف المستخدمين التقليديين، ونسخة للكومبيوترات الكفيَّة Pocket PC، وتستهدف الموظفين ورجال الأعمال.

يشتكي كثير من مستخدمي النظام من مشاكل مختلفة، أبرزها توقف النظام، وضرورة إعادة التشغيل حتى يعمل من جديد، وإعاد التشغيل من تلقاء نفسه، واستهلاك البرامج للذاكرة مما يسبب بطيء عمل النظام والبرامج، واستهلاك البطارية، ولكن أبرز عيوبه من وجه نظري هو بطء التطور، وجعل تحديثات النظام خاصة بالأجهزة الجديدة فقط، بالإضافة إلى أن النظام غير عربي حتى الآن، وإنما معرب.

يليه نظام البلاك بيري الذي أطلقته شركة “آر آي إم” الكندية عام 1999م، ولا داعم له سواها، ولكنها تقدم له مجموعة من البرامج يصل عددها إلى أكثر من 1500 برنامج، وآلاف البرامج الأخرى عبر شركات مختلفة، مثل برامج تبادل الصور وعرض الخرائط وقواميس بلغات مختلفة، وغيرها، بالإضافة إلى دعمه لتقنيات إيصال البريد الإلكتروني بشكل آلي، وهو نظام سهل وآمن.

لكن انتشاره محدود بسبب عدم استخدامه في أجهزة شركات أخرى، النظام في الأساس موجه لرجال الأعمال ومديري الشركات حتى يستطيعوا الوصول إلى ملفاتهم من خلال خوادم الشركة، والحصول على بريدهم الإلكتروني فور إرساله، ولكن كثير من المراهقين أصبحوا من المستخدمين له بسبب سرعة وسهولة الوصل إلى بريدهم، بالإضافة إلى الاتصال الدائم ببرامج المحادثة.

يليه نظام الآيفون أو إس الذي طرحته شركة أبل ضمن هاتفها الذي سحر العالم منذ قدمه ستيف جونز لأول مرة عام 2007م حيث كان الجهاز عبارة عن ثلاثة أجهزة مدمجة، هي مشغل وسائط متعددة واتصال لاسلكي وهاتف، ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، وبشاشة تعمل باللمس المتعدد، وسعة تخزين كبيرة تصل إلى 16 جيجا، ولكن النظام خيب آمال الكثيرين لأنه لا يدعم تقنية الجيل الثالث، ولا يعمل إلا على شبكة شركة الاتصالات الامريكية AT&T.

في السنوات اللاحقة طورت أبل نظامها بسرعة لتلافي عيوبه، فأصبح يدعم تقنية الجيل الثالث، ويعمل على العديد من شبكات الاتصالات حول العالم، وحسنت من أداء المعالج  ليعمل بشكل أسرع، وأطالت من عمر البطارية، ومضاعفة حجم التخزين، بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف برنامج مجاني ومدفوع يقدمها متجر أبل للبرامج لمستخدمي هاتفها، ليكون بذلك أكثر الهواتف وفرة في البرامج، كما أضافت المزيد من اللغات إلى النظام، ومن بينها العربية.

يليه نظام البالم أو إس من شركة Palm، وتدعمه شركات أخرى، مثل شركة أيسر وجارمن وآي بي إم وسامسونغ وسوني، لكن انتشاره ينخفض شيئا فشيئا، وفي بداية عام 2009م أطلقت بالم نظامها الجديد web OS  لمنافسة بقية شركات الهواتف الجوالة التي سحبت البساط منها.

يليه نظام اللينوكس، وتدعمه شركات مثل موتورولا وسامسونغ وباناسونيك وفوجيتسو وإن إي سي NEC، ويوجد لديه جيش من المبرمجين المخلصين، لكن تعدد الإصدارات وعدم تقيدها بمقاييس موحدة يؤذيه.

يليه نظام الاندرويد وهو أحدث أنظمة الهواتف الجوالة المفتوحة المصدر، فقد أنطلق في عام 2007 على يد جوجل الذي تولت تطويره في البداية، ثم تبناه الاتحاد المفتوح للهواتف، وتدعمه شركات مثل إتش تي سي وموتورولا وسامسونج، و يتوقع له المزيدا من التطوير والانتشار مستقبلاً.

تحديث: وهذا فيديو يكشف عن التنافس بين أنظمة تشغيل الهواتف الجوالة خلال العشرين سنة الماضية (1999-2019م).

بواسطة صالح الهزاع

مدون سعودي

6 تعليقات على “أنظمة التشغيل في الهواتف الجوالة”

موضوع متميز ومفيد جدا

وبالنسبة لجهاز اندرويرد فإن شركة الاتصالات السعودية قد وقعت عقد مع الشركة الام لتشغيله بالشرق الاوسط وقد بدا الحجز عبر موقع الشركة

* خديجة :

مرحبا خديجة ، و الشكر موصول على مرورك .

* أبو راكان :

نعم ، و هو تطور جميل من شركات الاتصالات ، ان تبيع الاجهزة متضمنه شرائح أو عروض تسويقية و دقائق مجانية .

و لكن ارحو ان لا تكون هذه الاجهزة مقفولة على شبكاتها و لا يمكنها العمل على شبكة أخرى ، لأن هذا هو الاحتكار المرفوض في الأسواق المتفوحة .

للأسف أن شركة أبل هي من بدأت تسويق هاتفها الجوال بهذه الطريقة ، و تعاقدت مع شركات اتصالات في مناطق مختلفة من العالم .

و هناك تحقيقات و جدل كبير في امريكا حول انتهاك ابل لقوانين محافحة الاحتكار .

أشكرك على مرورك الكريم . (f)

* محمد غراب :

الجافا لغة برمجة ، و تسمى برامجها برامج جافا ، أو تطبيقات جافا ، و ليست نظام تشغيل هواتف أو حواسيب حسب علمي .

أشكرك على ثناءك و مرورك ، و إن كان لديك معلومات غير ما ذكر أرجو أن تزودنا بها (f)

أخي العزيز

في هذه السنة وصل :إلينا قادم جديد وهو نظام بادا الخاص بسامسونج والمتثل في جهازها الجديد ويف بامكانياته الرائعة التي تجمع بين الآيفون أو اس والأندرويد ولمسات سامسونج الساحرة كما انه يدعم عدد من اللغات منها العربية ومتجر خاص به .
النضام يدعم تعدد اللمس بنفس طريقة الآفون الساحرة وبنفس السرعة كما يتميز النظام برخص سعره مقارنة مع الانظمة الاخرى 😀 وهذا صب في صالح النظام 😉 مميزات النظام عديدة ولا يمكن حصرها

أنا املك آيفون 4 وجوال ويف سامسونج ومن خبرتي واستخدامي للاثنين ارى ان هناك من يهدد عرش آيفون بقوة!!! 8)

أكتب تعليقك

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: