التصنيفات
مذكرات ويوميات

عودة إلى مقاعد الدراسة

أعترف لكم بتقصيري في الأسابيع الماضية، وقد اعتذرت منكم من قبل وها أنا أكرر اعتذراي، قلت لكم باني كنت مشغول واليوم سأتحدث عن هذه الاشغال  مع أن بعضها يشغل الذهن لا البدن، كنت في انشغال بالعمل الوظيفي من إعداد أسئلة واختبار للطلاب، وقد انتهت والحمد لله، وانشعال شخصي بتجهيز ديواني الثاني، وهو الآن لدى دار الكفاح، وسوف أتحدث عن ذلك في تدوينة خاصة فيما بعد، وانشغال بالتقدم للدراسات العليا بجامعة الإمام.

كيف بدأت القصة؟ سوف أحكي لكم بالتفصيل، قبل عام تقريبًا كنت أتحدث مع صديق وزميل عن الدراسات العليا في بعض الجامعات السعودية، وكانت أبواب القبول قد أقفلت حينها، فاتفقنا أنا وصديقي أن يخبر أحدنا الآخر حينما تفتح أبواب القبول مرة أخرى، ومرت الأيام حتى جاء ذلك اليوم الذي قال لي فيه صديقي إن أبواب القبول قد فتحت، وإن التسجيل عن طريق الإنترنت، وإن اليوم هو آخر يوم للتسجيل.

كان ذلك قبل ثلاثة أشهر تقريبًا، عدت للبيت بعد العمل متعبًا ناسيًا موضوع التسجيل، حاولت النوم فلم استطع – لا أذكر ما الذي أرقني ذلك اليوم – و بينما كنت استجدي النوم ولو لدقائق تذكرت كلام صديقي عن التسجيل فقمت إلى الجهاز واتصلت بالانترنت ودخلت موقع الجامعة وسجلت اسمي وبياناتي، اخترت قسم الادب دون مزيد تفكير أو تردد، وأغلقت جهازي ونسيت الأمر تمامًا .

وفي يوم الثلاثاء ٧ محرم جاءتني رسالة على هاتفي الجوال تفيد بأن موعد الاختبار التحريري يوم الاحد ١٢ محرم، ماذا يمكن أن تستذكر في في ستة أيام؟ لا شيء لأنك بسهولة لا تدري حول ماذا سيكون الاختبار بالضبط، وفي يوم الاختبار تكاسلت في الذهاب إلى الجامعة، ولو لم اجد رفقة أذهب معهم لكنت في شك من حضور الاختبار ذلك اليوم، كما أعتقد بأن هناك من تكاسل فلم يحضر.

دخلت الاختبار متوكلاً على الله ثم على ثقافتي العامة، وقد كانت الاسئلة كلها في التخصص – الأدب – وقد خرجت راضيًا عن أدائي ولله الحمد، ولكني لست مطمئنًا بعد بالقبول، ليس شكًا في أهليتي، أو تقليلاً من ثقتي بنفسي، و إنما لأني دخلت موقع عمادة الدراسات العليا فوجدت أن عدد المتقدمين للجامعة أربعة آلاف في جميع التخصصات، ونصيب كلية اللغة العربية منهم سبع مئة وألف، لا شك أنه عدد كبير.

كان الاختبار في كلية اللغة العربية، في القاعات الكبرى، ومن المثير للشجن أنني اختبرت في القاعة التي درست فيها المستوى الأول لما كنت أدرس البكالريوس، وفي الحقيقة أن العودة للكلية بل للجامعة كلها بعد هذه المدة مثيرٌ للشجن، وللكثير من الذكريات.

وبعدها بشهر تقريبًا جاءتني رسالة تشير إلى موعد المقابلة الشخصية ومعنى ذلك بأني اجتزت الاختبار التحريري، دخلت موقع العمادة فوجدت أن عدد الذين اجتازوا الاختبار التحريري في الأدب وحده قرابة خمسون متقدمًا، وثلاثون متقدمة، ذهبت للمقابلة الشخصية هذه المرة وحدي، كانت المقابلة في قسم الادب، وقد قُسم المتقدمون رجالا نساءً على ثلاثة أيام، وقد كنت في اليوم الأول، يوم الإثنين.

كان في المقابلة ثلاثة دكاترة أحدهم الدكتور عبدالرحمن الهليل – لم يدرسني من قبل لأنه كان عميدًا للكلية لما كنت أدرس البكالريوس، والدكتور محمد القاضي، وهو تونسي، والدكتور حسن النعمي.

كانت الاسئلة حول سبب اختياري للتخصص، وهو الأدب، وعن آخر ما قرأته من الكتب، ومناقشة عامة في الأدب والأدباء شعراء كانوا أم روائيين أم كُتَّاب، وعن بعض الأعمال الأدبية، والاتجاهات الأدبية، كانت معظم الأسئلة التي وجهت إليّ عن الادب الحديث، مع العلم ان هناك من سُئل في الادب القديم والوسيط، و للأمانة فقد كان الحديث أريحيًا ثريًا؛ لأن الاسئلة كانت متتابعة، وفي شتى المجالات الأدبية، خرجت من المقابلة راضيًا ولله الحمد، ولم يبق الا انتظار القبول.

بعد المقابلة بأسبوعين أو ثلاثة خرجت أسماء المقبولين ، وقد كنت منهم ولله الحمد، وقد وجدت اسمي زميلين اثنين من زملاء البكالريوس، والفرحة هنا ممزوجة بالمفاجأة لأن بعض المتقدمين لم يتوقعوا بأن يكونوا من المقبولين، بعضهم بدأ يسأل عن الحذف، أو التأجيل، أو حتى تغيير التخصص، فكونوا مستعدين حينما تحين الفرصة، سلمت أوراقي، وأنتهيت إجراءات القبول في يوم واحد ولله الحمد ، وبدأت الدراسة بالفعل قبل أسبوعين، عدت إلى مقاعد الدراسة من جديد، وما أجمل العودة إلى مقاعد الدراسة.

مدارسة الأدب متعة لا تضاهيها متعة إلا متعة العبادة، وخاصة بين يدي كوكبة مميزة من الدكاترة منهم من درست عليه من قبل مثل الكتورين عبدالله لرشيد وحمد الدخيل ومنهم من أدرس بين يديه لأول مرة مثل الدكاتره عبدالله ثقفان وعبدالرحمن الهليل ومحمد بنعزوز، والأخير مغربي، وحاصل على الدكتوراه من جامعة السربون بفرنسا في السميائيات والفضاء في الرواية المغربية، ومع زملاء أرى في أعينهم وتسآلهم حب الأدب، وأتوسم فيهم الأخوة الصادقة.

فرحت بالقبول كثيرًا، ولكن قلقي موازٍ لفرحتي، صحيح أن الدارسة ممتعة، ولكنها في ذات الوقت متعبة؛ لأني لست متفرغًا لها بل أعمل في الصباح، وأدرس في المساء، والآن فقط عذرت زملائي الذين انسحبوا من الدراسات العليا بعد شهور من الدراسة لما تخرجنا من البكالريوس، وكانوا ستة إن لم تخني الذاكرة.

لا شك أن كلمة ماجستير رائعة حينما تقترن باسمك، ولكن الحصول عليها يتطلب الابتعاد عن أهلك وأحبابك لساعاتٍ طويلة في البحث والقراءة والاستذكار، وأرجو ألا تبعدني الدراسة عن المدونة كثيرًا، كل هذا بالإضافة إلى المناهج والمقررات الدراسية الدسمة، فلا تحرموني من دعواتكم لي بالتوفيق والسداد، وشكرًا جزيلاً للصديق العزيز عادل الحميضي الذي أخبرني بموعد التسجيل وأخذني معه إلى الاختبار.

هامش : كلمة ماجستير تعريب حرفي لكلمة انجليزية هي Master’s Degree و تعني درجة علمية و شهادة جامعية خاصة بالدراسات العليا تمنح بعد دراسة معينة يقدم الدارس في نهايتها بحثا بحسب نظام الجامعة التي يدرس فيها .

بواسطة صالح الهزاع

مدون سعودي

13 تعليق على “عودة إلى مقاعد الدراسة”

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما شاء الله .. لا قوة إلا بالله
ألف مبروك على القبول بالدراسات العليا .. وبالتوفيق
وأرجو أن لا تتكاسل كما تكاسل البعض .. وأن تجاهد للوصول لمتغاك .. وأن تتحمل الضغط والبُعد عن الأهل والأصدقاء ، فالجميع سيعذرك إذا عرف أنك تريد الوصول لمتغاك (الماجستير) .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
أخوك / سلطان بن أحمد العرفج (أبو فهد) (f)

الف مبروك يا ابو زياد وإن شاء الله تحقق الماجستير.

وإن شاء الله اخلص الماجستير لانها اصبحت هاجس كبير لدي

ماشاء الله تبارك الله ،،

مبروك يا صالح ،،

وإن شاء الله يأتي اليوم الذي تبشرنا فيه بانتهائك من الماجستير بامتياز وابتدائك بالدكتوراه 🙂 ..

شد حيلك، كلها أيام وتعدي : )

من حسنات هذه الدراسة التي عُدت إليها أنني تعرف إلى رجل بقامةِ أبي زياد صالح الهزاع
الرجل الرشيق الخفيف وقبل ذلك الشاعر المرهف .
سعدت كثيرًا بصحبتك في هذه الدراسة , وكيف لا نسعد ونحن مع أساتذة لنا في الأدب .

* سلطان العرفج :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
يا أهلا و سهلاً بأبي فهد ، نورت المدونة ..
الله يبارك فيك ، و أشكرك على نصيحتك الثمينة بلا شك ، شكراً لك مرة أخرى يا صديقي على المساندة و شد العزيمة . (f)

* أبو محمد :
الله يبارك فيك ، شد حيلك يا بطل ، هانت 🙂

* محمد :
الله يبارك فيك ، و العاقبة لكم ، أشكرك على تشجيعك و مرورك الجميل . (f)

* فيصل :
مرحباً بأبي عبدالله ، مررت أهلاً و وطئت سهلاً ..
أسعدني مرورك الغالي ، و شعورك النبيل ، و دعواتك الصادقة ..
دمت أخًا و صديقًا . (f)

* عبدالله المقبل :
مرحبًا بالزميل الثمين ، و القارئ الفهيم ، و الباحث الدائب ، الذي كان أول ما غنمناه و كسبناه من العودة إلى الدراسة ..
أشكرك على ثناءك و أسال الله لنا و لكم العون و التوفيق و السداد . (f)

* د.كيف :
أشكرك يا صديقي العزيز على مرورك و دعواتك ، و يعلم الله كم تمنيت أن تكون معي في هذه الدراسة . 🙁

ألف مبروك يا بوزياد

وفقك الله وسدد خطاك ورفع قدرك وأعلى نزلك وجعلك مباركا أينما كنت

وفي انتظار ديوانك حتى نحلله لك تحليلا أدبيا جميلا يليق بك

محبك أبو عبد الإله

* البراء :

مرحبًا بك أخًا و زميلاً و مدونًا ، المدون يفرح بلقاء المدون أينما كان ..

رزت مدونتك الرائعة و أعجبتني و تركت تعليقي هناك (f)

* أبو بسام :

أستاذي العزيز أبو بسام ، أشكرك على لطفك و ذوقك و زيارتك الكريمة للمدونة ..

زادك الله من فضله و حفظك للعلم و الأدب . (f)

* جابر الفيفي :

مرحبًا بك أبا عبدالإله ، و فيك بارك ، أسعدتني زيارتك

و نسختك محفوظة 🙂

أكتب تعليقك

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: