الكتاب في الأصل مجموعة من المقالات التي نشرها المؤلف في مجلات متخصصة، ومقدمات دواوين شعرية، كتب أولى هذه المقالات سنة 1970م، وآخرها سنة 1985م، ثم جمعها في هذا الكتاب الذي طبعته دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة عام 1997م في 281 صفحة.
أما المؤلف فهو الدكتور محمود بخيت الربيعي، حائز على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1965م، عمل مدرسًا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة من عام 1965م إلى عام 1986م، ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، له عدة مؤلفات منها : “في نقد الشعر”، و”الصوت المنفرد” ، و”قراءة الرواية”، و”تيار الوعي في الرواية الحديثة”، و”حاضر النقد الأدبي”، و”نصوص من النقد الأدبي” .
يرى المؤلف في مقدمته بأن النقد هو علم أو فن تفسير النصوص الأدبية ، و بيان قيمتها، وأن هناك فرق بين ما يراه و ما يحصل في الواقع ، و أنه دعا إلى النقد بهذا المفهوم من سنوات و لكن الاستجابة له كانت ضعيفة ، و أن الجهود في النقد بقيت مبددة حول النص لا في النص ، و يرى بأن سبب ضعف الاستجابة لا مبرر له سوى اختيار الطريق الأيسر، و هو الحديث عن تاريخ النص ، أو بيئة النص ، أو مؤلف النص . ص 6
بعد المقدمة وضع المؤلف مدخلاً يذكر فيه أن هناك هوة سحيقة تفصل العالم العربي عن عالم الشعر ، و هي مأساة حقيقة ؛ لأنه لا يوجد – باستثناء فئة قليلة – من يقرأ الشعر كما يجب ، و إنما هناك قراء للشعر يمرون بأعينهم على صفحات دواوينه ، ملتقطين بيتًا أو أبياتًا ، و مرددين لأنفسهم أو للناس ما التقطوه ، دون وعي حقيقي بأبعاده و صفاته ، و دون أن يفعل ذلك الذي التقطوه في أنفسهم شيئًا مما ينبغي للشعر أن يفعله في النفس . ص 11
و يرى أن الهدف الأخير من قراءة الشعر قراءة حسنة أن نتمتع به متعة جادة واعية ، تجعلنا أكثر فهمًا لأنفسنا ، و من ثمّ أكثر وعيًا بالحياة من حولنا ، و أكثر سيطرة عليها ، و أن هذه المتعة لا تتوفر حتى نفهم الشعر ، و أن فهم الشعر ليس مسألة هينة ، و أن الكثرة – للأسف – لا تدرك صعوبة فهم الشعر ؛ لأنها تتصور – غالبًا – أن سر صعوبة الشعر تكمن في وزنه ، و أنه متى ما نثر الشعر زالت الصعوبة ، و لعل هذا يفسر الولع الشديد الذي نجده في الكتب المهتمة بشرح الشعر بتقديم معادل نثري لأبياته . ص 13
و ليس هناك حاجة إلى تأكيد خطأ هذا المنهج و خطورته على الشعر و المتلقي ؛ لأن الشعر شعر و النثر نثر ، و لو كان نثر القصيدة يساوي القصيدة لما كان هناك معنى لصياغة القصيدة ، و لما كان هناك معنى لخلود الشعر ، و لاستوت قدرة المتنبي – مثلاً – مع قدرة ناثري شعره . ص 14
كما يرى بأنه على الناقد ألا يقف حائلاً بين القصيدة و المتلقي ، و إنما يكون صديقًا له ، يأخذ بيده ، و يرحلان معًا فيها ، يتعرفان – على قدم المساواة – على عالمها ، و صفاتها ، و جزئياتها ، و طريقة عمل هذه الجزئيات ، و سر تركيبها ، و فعاليتها ، و ليس له أن يوهم المتلقي بأنه يحتفظ بأسرار القصيدة ، و يعطي منها يقدر ، أو يطلعهم على ما يريد ، و يخفي عليهم ما يريد بحجة أنهم ليسوا مؤهلين ، أو أي سبب آخر . ص43
ثم اختار المؤلف مجموعة من النصوص الشعرية القديمة و الحديثة ، و حللها تحليلاً يكشف عن معناها ، و بينيتها ، ساعيًا إلى وصل القارئ بها ، و إعادة الشعر إلى حوزة اهتمام القراء ، منطلقًا من رؤيته الشخصية للنقد و للنقاقد .
و هذا مقطع فيديو للدكتور محمود يعلق فيه على محاضرة للدكتور السعيد بدوي بعنوان ” العلامة الإعرابية ” :
3 تعليقات على “قراءة الشعر للدكتور محمود الربيعي”
جميل أخي صالح , والأجمل الفيديو الذي وضعته للربيعي , وقد عن لي أن أُرسل الفيديو للصديق عبد الكريم الثنيان وأنا أرى د.محمود الربيعي يقول سأُثرثر واستمرت 4 دقائق كلها على هامش حديثه الأصلي .
لله درها مصر كم أتعبت
* عبدالله المقبل :
نعم ، عبدالكريم يحب مصر و أهلها ، و من لا يحب مصر !
🙂
المقطع جميل ومثري بقدر ثراء الموضوع وأهميته
لكن بمقطع الفيديو اشغلتني البنت التي جالسة خلفه لا أدري ما سر السرور وحالة الضحك المستمرة
على فكرة أنا امقت الضحك أثناء ما يكون هناك أحد يتكلم
أشكرك استاذي صالح (f)