المَشْق في اللغة هو جذب الشيء ليمتد ويطول، ومنه يقال امتشق فلان سيفه، وسمي خط المشق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا الاسم لأن حروفه ممدودة، وهو من أوائل الخطوط العربية، ثم تطورت دلالة الكلمة لتطلق على كل خرقة بالية مكتوب فيها؛ لأن القدماء كانوا يكتبون على الخرق، وغيرها من المواد الصالحة للكتابة.
ثم تطورت دلالة الكلمة لتطلق على النماذج الرفيعة التي يكتبها مشاهير الخطاطين ليتعلم منها طلابهم بتقليدها، وبعضها أصبح آثارا بعد وفاة أصحابها يتعلم منها الأجيال بعد الأجيال فيقال هذا مشق فلان وهذا مشق فلان، واستقرت دلالة الكلمة على ذلك رغم أن مشاهير الخطاطين تخلوا منذ زمن بعيد عن كتابة نماذجهم التعليمية على الخرق، وأصبحوا ينتقون لها جيد الورق.
واليوم يوجد برنامج لتعليم الخط العربي يبث من القناة الثقافية السعودية يقدمه الخطاط السعودي إبراهيم العرافي اسمه مشق، وعليه ربما تكتسب الكلمة مستقبلا دلالة جديدة كأن تدل على المكان الذي يتم فيه تعليم الخط العربي، أو زمنه، هذا ما خطر في ذهني وأنا أفكر في كلمة مشق لأني مهتم بالاثنين، اللغة والخط العربي، وهذا مقطع من برنامج الخطاط الأستاذ إبراهيم العرافي.