برنامج الخط العربي كلك

يقال إن الخطاطين في اسطنبول في تركيا تظاهروا أول ما وصلت الآلة الكاتبة، ورفعوا الأقلام والمحابر على النعوش، فكيف بهم لو رأوا الآن أجهزة الحاسب الآلي في كل منزل لدفنوا المحابر والأقلام في التراب، ولو رأوا البرنامج الذي سأتحدث عنه اليوم لرموا بأنفسهم من الجسر المعلق، فقد طرحت شركة سينا سوفت المنتجة لبرنامج الكلك والمتخصص بكتابة الخطوط العربية الأصيلة قبل بضعه أشهر إصداراً جديداً للبرنامج باسم Kelk 2007.

وقد كانت النسخة القديمة كلك 2000، وكلك 2002 تقدم خط النسخ، ولكنه غير جيد من وجه نظري، وتقدم خط الثلث، والفارسي، وهما رائعان، وخط رابع يبدو بأنه مشتق من الفارسي، ولا يناسب اللغة العربية، أما النسخة الجديدة كلك 2007 فقد ضمت خطوطاً جديدة مثل الخط الديواني والديواني الجلي ونسخ البغدادي، بالإضافة إلى الخطوط الموجودة في الإصدارات السابقة للبرنامج.

ومما يؤسف له أن تهتم الأمم الأعجمية بالخط العربي ونهمله نحن، فقد انتقلت الريادة في الخط العربي من العرب إلى الأتراك، والآن نرى الإيرانيين يبدعون في برمجة الخط العربي، وجعله أداة طيعة في أيدي مستخدمي الحاسب، ومما يؤسف له أيضا أن تتجاهلنا الشركة المنتجة أو المسوقة للبرنامج في موقعها، فتقدم الموقع على الشبكة العالمية بعدة لغات ليست العربية من بينها، مع أن البرنامج يستخدم الحرف العربي.

الحرف العربي الذي كان الترك يكتوب به لغتهم قبل أن ينتقلوا إلى الحرف اللاتيني بقرار سياسي عندما أمر بذاك مصطفى كمال أتاتورك سنة 1926 بعد سقوط الخلافة العثمانية التي حرص سلاطينها على خدمة الحرف العربي، فانقطعت بذلك الصلة بين الأتراك والثقافة الإسلامية، فأهمل بذلك الخط العربي، وضعفت مكانة الخطاطين هناك، بل إن بعضهم هاجر من تركيا، ومارس فنه في بلاد إسلامية أخرى.

ولكن مازالت بعض اللغات تستخدم الحرف العربي حتى الآن، كالأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية الشرقية والكردية والبهاسا (بروناي وآتشه وجاوة)، وذلك مفخرة للغة العربية بلا شك. حاولت اليوم أن أثبت النسخة التجريبية على جهازي فلم أفلح، ويبدو أن الشركة قد وضعت حماية حتى على النسخة التجريبية، مع العلم أن حمايتها كانت قوية في النسخة السابقة، ومع ذلك تم كسر الحماية، فهل ستفلح هذه المرة، يبدو ذلك، فقد بقيت الحماية صامدة حتى الآن.

وإليكم بعض الصور من موقع الشركة.