في أول تدوينة كتبتها قلت فيها ( اليوم وفي مقتبل العام الجديد أطلق مدونتي الصغيرة في فضاء الإنترنت، حلم من الأحلام الصغيرة يتحقق، وما أجمل تحقيق الأحلام، ولو كانت صغيرة .. ) مر عام كامل على كتابة هذه التدوينة فما أسرع الأيام، بعد عام من التدوين سوف اعترف لكم بمخاوفي قبل البدء بالتدوين، وبالصعوبات التي واجهتها بعد البدء بالتدوين حتى كتابة هذه السطور.
أعترف لكم بأني ترددت كثيراً، وفكرت كثيراً، واستشرت القريبين مني، ولم أتلق تشجيعاً من أحد، واستعرض كثيرون الصعوبات التي سأواجهها إلا شخصاً واحداً، هو ذاته الذي شجعني على طباعة الديوان، وهو الذي أدين له بما حققته بعد الله عز وجل، ثمة من يؤمن بك، وبطاقاتك، وبمواهبك، ويدفعك إلى العمل دفعاً، وثمة من يشكك فيك، وفي قدراتك، ويحطمك بكلامه في وجهك، ويتحدث عنك خلف ظهرك، فتقرر أن تستمع للصوت في داخلك، وللمؤمنين بك، وتأخذ شكوك المشككين في الحسبان، وتجرب نفسك؛ لتعرف حظك، وتكتشف قدرك.
أعترف لكم بأن إنشاء مدونة ومتابعتها لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، فمن صعوبة الإنشاء إلى صعوبة الدعاية والإشهار، ومن صعوبة الدعاية والإشهار إلى صعوبة المتابعة، ومن صعوبة المتابعة إلى صعوبة الكتابة بانتظام، ربما لم أكن منتظماً جداً، ولكني حاولت قدر الإمكان؛ لأن الكتابة عمل إبداعي قد لا يواتيك في كل جميع الأوقات والحالات، وعلى المدون استغلال الفرص السانحة، والرياح المواتية؛ لصيد الأفكار، وتدوينها، ثم جدولتها؛ لتعرض بشكل منتظم.
شخصياً ساعدتني كتاباتي القديمة في أوقات الإنشغال الذهني، والجفاف والقحط الفكري، وقلة الرغبة في الكتابة، لأن الأفكار كالصيد، ربما يعرض لك وأنت غير مستعد، وربما تستعد وتنتظر، فلا ترى ما يستحق الصيد، وربما تعرض لك الأفكار فيغلبك العجز والكسل، نعم أعترف لكم بلا فخر أني كسول، وأن المدونة تحفزني على الكتابة، وهذه حسنة من حسناتها.
هل قلت كل ما لدي في عام، أم لا زال لدي الكثير؟، تمر بي أوقات أشعر بأني قد قلت كل شيء، فيعترني الخوف من الإفلاس الفكري، والخوف على مستقبل المدونة، وتمر بي أوقات أشعر بأن لدي الكثير مما لم يقل، فيغمرني الاطمئنان والاغتباط.
أعترف لكم بأني لم أتوقع هذا النجاح للمدونة، وهذا التفاعل من الزوَّار الذين أشكرهم من كل قلبي على زيارتهم وتعليقاتهم، من إحصائيات المدونة : أكثر من 36 ألف زائر للمدونة في عام بمعدل 100 زائر يومياً، وأكثر من 200 اسم كتب تعليقاً، كتبوا أكثر من 500 تعليق، على 64 تدوينة كتبها في عام، بمعدل تدوينة كل 5 أيام تقريباً، وأدعوا الزوَّار الصامتين إلى التحدث، و مشاركتنا آراءهم.
بعد عام على إنشاء المدونة كان لابد من تجديد اشتراك الدومين، ولكني كنت مشغولا جداً، ولم أتلق تنبه من المستضيف، فانتهى الاشتراك، وحجزت الدومين شركة أخرى، فقلت لا بأس، سوف أنقل المدونة إلى دومين أخر، ولكني لم استطع الاتصال بالمستضيف بشتى الوسائل والطرق، فعرفت أن المدونة قد ضاعت أيضاً، جهد عام كامل تبخر في لحظة واحدة، وبعض الأشياء لا تعرف قيمتها حتى تفقدها.
هل كنت مهملاً ولم آخذ الاحتياطات اللازمة؟ لا، لقد كنت احتفظ بنسخة من المجلد الرئيسي للمدونة في جهازي بعد كل ترقية، ولكني اكتشفت فيما بعد أنه يحتوي على القالب، والصور، والملفات التي تم رفعها على المدونة فقط، أما التدوينات والتعليقات فهي في قاعدة البيانات للمدونة، ولا بد من الحصول على نسخة منها، ولاني لم احتفظ بنسخة منها فلا بد من طلبها من المستضيف، وقد عجزت عن الوصول إليه مع أن اشتراكي معه لم ينته بعد.
بحثت عنه في قوقل، فوجدت الكثيرين يشتكون منه، لذلك أنصح من يريد إنشاء موقع أو مدونة أن يبحث عن مستضيف معروف، ومجرب، حتى لا تضيع أموالهم، أو مواقعهم، وأنصحهم بالاحتفاظ بنسخة من قاعدة البيانات، وتحديثها دورياً.
أوشكت على اليأس التام وأنا أفكر في صعوبة البدء من جديد، وبينما أنا أبحث في قوقل، وجدت جميع التدوينات، وبعض التعليقات، فرحت بها كثيرا، ولكني تفاجأت بعدم وجود وسيلة لنقلها آليا، ولم أجد بدا من نقلها يدويا، وهي طريقة متعبة جداً، نقلت جميع التدوينات، وجاري نقل ما وجدته من تعليقات، وجاري التعلم من الأخطاء، وتلافيها مستقبلاً بإذن الله، والحمد لله على كل حال.
هامش :
كنت أقرأ وأنا أنقل التدوينات والعليقات، وما أجمل قراءة الكتابات القديمة، وخاصة اليوميات، تذكرت أبرز الأحداث المفرحة والمحزنة والصعبة التي حدثت لي في عام 2008م، بعضها كنت أشير إليه أشارة، ولكني أذكره بالكامل حينما أقرأ تلك الإشارات، ميزة أخرى من الميزات العديدة للتدوين.
7 تعليقات على “بعد عام من التدوين”
مرحباً أخي صالح ..
والله صدقت .. متابعة المدونة ليس بسهولة إنشائها ..
لابد من الانتظام وتدوين مايستحق الوقوف عنده ..
تحياتي لك (f)
مرحباً هاجر
نعم هي صعوبات قد لا يدركها إلا من جرب مثلك
أشكرك على مرورك الكريم ..
يالك من ساحر يا قوقل ..
—-
صادق والله ونسميه بعد الشـــيخ جوجل
ما شاء الله الى الامام يا استاذ صالح الهزاع (ابو زياد)
بالتوفيق
🙂
أخذ النسخة الإحتياطية كل يوم هو الحل الأفضل و إن كان متعباً .
و إن شاء الله أخذ نسخة كاملة من المدونة !
مبروك العام الجديد للمدونة 🙂
عآم جديد مشرقً و مسعدٌ
ببراح عِزة يزرع الأقحوانَ !
هاي اخي انا احدى المعجبين فيك 😉
صباح الورد اخي صالح …..انا حقيقة احدى الزائرات المتابعات لما كتبت وقد اعجبني المقطع الذي قلت فيه (بريحة القهوة السوداء…..) فاحسست باني في قلب الحدث فاشربها او انشقها او على نحو من ذلك….. واخيراود ان اهنؤك واود اذا ليس فيه احراج ان تدلني على اين اجد ديوان (كتب الحب علينا) 😳 (f) 🙄
[…] بعدما وجدته محفوظاً في ” أرشيف ” الساحر قوقل ، و كتبته عما عانيته و استفدته من تلك التجربة […]