فيلم الحب في زمن الكوليرا Love in the Time of Cholera فيلم مأخوذ من الرواية الرومانسية الشهيرة الحب في زمن الكوليرا المنشورة عام 1985م للروائي الكولومبي الشهير قابريل قارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1982م.
عن تحويل الروايات إلى أفلام يدور جدل كبير على عدة محاور، منها أيهما أفضل؟ ومن ثمّ أيهما أجدر بالإطلاع عليه أولاً؟ وهل يحسن الاكتفاء بأحدهما عن الآخر، وهل السينما قادرة على نقل جميع ما في الرواية من خيال ومشاعر أصلاً؟ وإلى أي مدى إن كان ذلك ممكن؟ أم أن ذلك يرجع إلى نوعية الرواية ومدى براعة المخرج والممثلين وفريق الإنتاج وميزانيته؟!.
لا شك أن خيال القارئ أكثر حرية في تصور النص المكتوب من المشاهد الذي يرى الصورة بعينيه مع أن الفارق قد تقلص بتطور صناعة السينما العالمية في العقود الأخيرة وإفادتها من التقنية إلى أقصى حد ممكن، أما التغييرات التي تطرأ على العمل الفني حال تحوله من نص مكتوب إلى فلم مشاهد فلا بد منها وهي مما تقضيه الضرورة والأسس الفنية لكل فن من الفنون، فالتغييرات الواجب حدوثها على الرواية التي ستحول إلى فلم سينمائي مثلاً تختلف عن التغيرات الواجب حدوثها على الرواية التي ستحول إلى مسلسل تلفزيوني أو حتى إلى مسرحية.
وبشكل عام فإن للصورة و الفلم انتشارًا أوسع و تأثيرًا أكبر من النص المكتوب في زمننا هذا التي انتشرت فيه الوسائط المتعددة والمتوفرة بسهولة في كل مكان ، حتى أصبح الكثيرون يفضلون مشاهدة فلم سينمائي في 3 ساعات تقريبًا على قراءة رواية في عدة أيام، خاصة الأعمال الروائية الأجنبية لأنها تصور بيئة مختلفة، ولأن أسماء شخصياتها المتعددة لا تبقى في ذهن القارئ أثناء قراءته لها ، و لأن التراجم الجيدة لها قليلة .
أما فيما يخص روايتنا فلم أقرأها بصراحة و إنما استمتعت بمشاهدة الفلم، لأني أفضل مشاهدة أالأعمال الروائية العالمية أكثر من قراءتها ، و لكن بعض النقاد يرون أن الفلم كان محاولة لتلخيص أحداثها بعمومية لا تعبأ كثيراً بالتفاصيل الحياتية الغنية والمتنوعة التي تدور فيها الحكاية والمشاعر الرقيقة التي لاحقها داخل نفوس شخصياته، والتي بنى عبرها ماركيز الأجواء السحرية لعمله، وخلق المبررات الدرامية الروحية لأفعال شخوصه.
ولهذا السبب بدت تصرفات عديدة للشخصيات غير مفهومة أو مبررة أو مقنعة في كثير من مشاهد الفلم، وتحولت قصة الحب الأسطورية التي نسجها ماركيز بين فيرمينا وعاشقها فلورنتينو الذي انتظر إحدى وخمسين سنة ليحظى بها، إلى نوع من الشجارات المفتعلة والشخصيات المنحرفة نفسياً والمواقف الباردة في الفلم.
أكثر ما يفتقده قارئ رواية “الحب في زمن الكوليرا” في الفلم هي الأجواء التي بنى من خلالها ماركيز المحيط الغني بالألوان والأصوات والروائح الذي تتحرك فيه شخصياته، والتي تقدم صورة متنوعة بغلاف شفاف من الرومانسية العذبة ولوعة الحنين لزمن جميل وقاسٍ في نفس الوقت من حياة الريف الأمريكي اللاتيني .
قصة الحب الأسطورية في الرواية تشوهت في الفلم بكثير من الافتعال و عدم المنطقية والتركيب العصي على الفهم خاصةً بالنسبة لمن لم يقرؤوا الرواية، وبدت أفعال وردود أفعال العاشق الأبدي فلورنتينو (الذي جسد شكله الخارجي الممثل الأسباني خافيار بارديم أكثر مما جسّد شخصيته الداخلية) أقرب إلى السلوك المنحرف منها إلى جنون العاشق، وهو ما ينسحب على تصرفات شخصية فيرمينا (التي أدت الممثلة جيفانا ميزغيورنو شخصية لا تشبه الشخصية المرسومة لها في الرواية إلاّ من ناحية السلوك الظاهري ).
تعليق واحد على “فيلم الحب في زمن الكوليرا”
فيلم الحب في زمن الكوليرا من أروع و أكثر الأفلام جمالاو رومانسية شاهدته في حياتي