هدئي من روعك يا عزيزتي، فما حصل شيءٌ عادي؛ فلا تحزني، إنني أعرفه جيداً، وأعرف أنه يحبك كثيراً، ولكنه بحاجة إلى الانفراد بنفسه أحياناً، فحاولي أن تتفهمي حاجته إلى ذلك، خاصةً عندما يريد أن يقرأ، أو يكتب شيئاً، فهو ليس كبقية الناس، إنه كاتب، ويحتاج إلى الحرية لكي يكتب ويبدع، فإذا رأيته حزيناً فلأنه يشعر بأنه مخنوق.
إنه كاتب ويحتاج إلى الهدوء والطمأنينة لكي يفكر، فإذا رأيته صامتاً فلا تقلقي، فسوف يتكلم من تلقاء نفسه حين يكون مستعداً للكلام، أما غضبه المفاجئ، وخروجه؛ فلأنك قطعت تسلسل أفكاره، فهل يمكن أن تقاطعي النحلة وهي تمتص الرحيق، أو أن تقاطعي الأم وهي ترضع صغيرها، إن ما فعله إذن رد فعل طبيعي.
اتركيه قليلاً، قليلاً فقط، وأعدك بأنه سوف يعود إليك، نعم سوف يعود إليك منشرح الصدر، باسم الوجه، حلو الحديث، وسوف تفهمي منه كل شيء، وتقرئي أفكاره، كأنه كتاب مفتوح.
هامش : ما زلت أتضجر هنا .