يوم الجمعة الماضي 21 مارس كان يوم الشعر والشعراء العالمي الذي أقرته المنظمة العالمية للتربية والثقافة ( اليونسكو ) في شهر نوفمبر عام 1999 باقتراح من بيت الشعر في المغرب العربي، وليس ذلك بغريب فالشعر ديوان العرب وخبزهم اليومي، به كتبوا تاريخهم، وسجلوا حروبهم، وتغنوا بانتصاراتهم، وبكوا على هزائمهم، وفاخروا بأنفسهم، وتغزلوا بحبيباتهم، ولكن الغريب أن يمر ذلك اليوم دون أن نشعر به، وربما دون أن يسمع بعضنا به!.
عتبي على وزارة الثقافة والإعلام، وأنديتها الأدبية، وعلى محرري الصفحات الثقافية في صحفنا ومجلاتنا، وحتى لا أظلم الأندية الأدبية أقول: إن الشعراء والأدباء والمثقفين عموماً يتحملون جزءاً من مسؤولية ذلك الركود والخمول الثقافي ببعدهم وترفعهم عن المشاركة والحضور.
وربما كان غيابهم بسبب شعورهم بالإحباط من الوضع الثقافي بشكل عام، ولكنهم ودون أن يشعروا ساهموا في ذلك الركود وحرموا القلة القليلة المتعطشة للأدب والثقافة من رشفة تبل الريق في قيظ صحراء هذا الركود القاتل، شخصياً لم أعرف بمرور المناسبة إلا حينما تصفحت المجلة الثقافية الصادرة عن جريدة الجزيرة يوم الاثنين الماضي.
كانت هناك نصوص ولقاءات احتفالاً بهذه المناسبة ولكنها نشرت بعد انقضاءها، وبقيت حبراً على ورق تفتقد للاتصال المباشر والتفاعل الجماهيري الذي يتمز به إلقاء الشعر عن غيره من الفنون الأدبية، بحثت في بعض الصحف الصادرة يوم الجمعة فلم أجد إشارة إلى هذه المناسبة.
بعض الأندية الأدبية احتفلت العام الماضي كنادي الشرقية، وبعضها احتفل هذا العام كنادي جدة، ولكن أين بقية الأندية ؟! ربما احتفلت دون إعلان، وربما كان الإعلان صعيفاً، إنه لشيء محزن أن يحتفل العالم شرقه وغربه بالشعر والشعراء، ويمر بنا ذلك اليوم كغيره من الأيام، فوا حسرتاه على ديوان العرب، كيف أهمله العرب.
