المدونات هي المذكرات الالكترونية التي يكتبها الأفراد على الإنترنت لكي يعبروا عن آراءهم الشخصية في ما يجري حولهم تاركين المجال مفتوحاً لمن يريد التعليق، وقد عُرفت في الغرب عام 1995م، ويقال بأنها انتشرت عام 2002م لما بدأت الحرب على العراق، فقد ظهرت كثير من المدونات التي تتحدث عن الحرب، وفي عام 2004م أصبحت ظاهرة عامة، وتوجد اليوم آلاف المدونات العربية التي يتزايد عددها كل يوم، وتنمو وتزدهر باستمرار، فهل يوجد من لم يسمع بشيء اسمه مدونات حتى الآن؟.
وبرأيي أن سر نجاح المدونات يكمن في قربها من الناس، في مناقشتها لقضايا المجتمع ، وأحداثه الهامة، وربما اليومية، فكثير من الناس يفضل أن يسمع الرأي البسيط من شخص عادي مثله على كثير من وسائل الإعلام، ويرى في ذلك شيئاً من الحرية، والوضوح والمصداقية، بينما تخضع وسائل الإعلام لقيود كثيرة ومعايير معينة.
ويمكننا أن نسمي المدونات بأنها صحافة أفراد، وفي الغرب نالت بعض المدونات وأصحابها شهرة كبيرة لدرجة أن تدويناتهم صارت تكتب في الصحافة الورقية، وتم استضافة بعضهم في برامج حوارية، وقد تنتقل العدوى إلى العالم العربي، من يدري؟
جريدة الشرق الأوسط تحدثت عن المدونين السعوديين، وعن تغطيتهم لمعرض الكتاب الدولي بالرياض، وقد سرني بالتأكيد أن تذكر مدونتي مع مدونات أخرى سعودية صديقة، أتابع بعضها، وإليكم الخبر تحت عنوان :
الأحداث العالمية توجه زوار معرض الكتاب.. والمدونون السعوديون يسجلون حضورهم
… وقريباً جداً من عالم التدوين السعودي تنوع تناول المدونات لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، فمن عرض لأهم الكتب التي ينصح بها المدونون قراءهم أمثال مدونات «باب الجنة»، «نبيل المعجل»، «سوالفي» و«الخلوق» إلى ميل بعض المدونات لمتابعة جديد المعرض وسرد مواقف حدثت فيه مع إدراج لقطات فوتوغرافية أمثال مدونة «صالح الهزاع»، «المدني» و«أيام».
وتطرق المدونون لغلاء أسعار الكتب ولقوة البيع لدى دور على حساب أخرى، كما أشاروا لتراجع الإقبال على الروايات واستعادة الشعر لمكانته ولفتوا النظر لرواج الكتاب الإسلامي، كما أدرج بعض المدونين خاصية تحميل «سي دي» المعرض على الانترنت، وتحدث البعض عن الموقع الإلكتروني لمعرض الرياض الدولي للكتاب أمثال مدونة «بن»، بينما كان للحديث عن تواقيع وإهداءات الكتاب نصيب في مدونة «باستيل» و«محمد الشهري». ولا شك أن النقد الموجه للمعرض يختلف باختلاف توجه المدون فما بين مؤيد ومعارض تظل الرقابة حديث المدونات. وتأتي مدونة «حسن الراشدي» بعيداً عن المألوف باهتمامها بكل ما يتعلق باليابان وكونها ضيف شرف هذا العام فقد أدرجت المدونة قائمة بـ22 كتابا موجودا في المعرض تتكلم عن الثقافة اليابانية.
كما كان لكتب المدونين أنفسهم نصيب في الحديث عنها أمثال كتاب المدونة «زهرة محمد» فاتني أن أكون ملاكاً، رائحة الموت للمدون «عبد الله الداوود»، كتابين للمدون «شبايك» هما فن الحرب وخمس وعشرون قصة نجاح، ضوء مر للمدونة «غادة خالد»، ومجموعة قصصية للمدونة «عبير عبد الغفور» بعنوان إلى العزيزة الغالية.