وأخيراً نشرت كتابي الالكتروني الأول (مهارات الكتابة والتعبير)، واطمأن ضميري بذلك، فقد فرغت منه منذ زمن، ولكني لم أجد إلى نشره سبيلا، وقد أسِفت أن يضيع جهدي فيه سدى، وأن لا يستفيد منه أحد، فقد جمعت نماذجه على مدى سنين، وحاولت إعادة صياغة مفرداته، وكتابته بالحاسب، وتنسيقه على مدى شهر، كلما وجدت فراغاً ونشاطاً لذلك.
والحقيقة أن النشر الالكتروني هو الخيار الأفضل لمن يريد النشر دون تكاليف، ودون مردود مادي أيضاً، وهذه حال كثير من المؤلفين السعوديين، وخاصة الشباب منهم، فقد اتخذتهم دور النشر للأسف غنيمة سهلة، وخاصة الخارجية، فهضمت حقوقهم المادية، إلا ما شاء الله، وربما حملتهم التكاليف، وأعطتهم الفتات، بسبب قلة خبرتهم، وربما جهل أكثرهم بمجال الطباعة والنشر.
لا أريد الإطالة في هذا، وإنما أريد أن أوجه كلمة لكثير من المعلمين والمحاضرين في الجامعات الذين يدرسون بعض المناهج والمفردات والمقررات منذ سنين طوال، وأصبح لدى بعضهم خبرة طويلة، وعلمٌ غزير في مجاله وتخصصه، ولكنهم لم يكلفوا أنفسهم جمع وعرض و تهذيب و تعريب ما يدرسون، فربما ترى المنهج مع أحدهم في أوراقٍ بالية أو دفتر مهترئ دهسته بعجلاتها مراراً و تكراراً عشرات السنين، حتى إذا ذهب ذهبت معه، فأي شحٍ بالعلم هذا؟
وربما ترى أحدهم وقد كلف طلابه جمع مقرره من خمسة كتب، كل مفردة أو فصل من كتاب، فما سيضيره لو جمعاها لهم، وجنبهم عناء جمعها، ودفع ثمنها، وبعضها قد نفذ من المكتبات، فأي تعنت وشق بأبناء المسلمين هذا؟
وربما ترى أحدهم يفرض على طلابه منذ عشرات السنين كتاباً أو كتابين انجليزيين في الطب أو الصيدلة أو الهندسة، وقد شاب رأسه وهو يشرحها ويدرسها، فليته ترجمها إلى العربية، ويسر على طلابه، وساهم في سدّ حاجة العربية الشديدة إلى كتبٍ في تلك التخصصات والمجالات، فتكون أثراً له بعد فقده، وعلم ينتفع الناس به، يؤجر عليه في قبره.
وختاما أقول:
رحم الله شوقي ضيف صاحب المشروع الضخم الذي امتد 50 عاماً لإحصاء وتنظيم وترتيب التراث العربي في الشعر والنثر والنقد والبلاغة، حتى وصل بهذه المشروع إلى أكثر من 100 كتاب، تعد من عيون الدراسات التقليدية، منها موسوعة (تاريخ الأدب العربي) في 10 أجراء.
5 تعليقات على “النشر الإلكتروني”
جهد موفق ابا زياد
ونفع الله بعلمك وبارك فيه
السلام عليكم ورحمة الله
أخي صالح باركك الله فيك على هذا المجهود القييم
هل بإمكاني الحصول على رابط تحميل هذا الكتاب؟؟
تحياتي
مشكور على ماخطته أناملك المباركة..
وقد أيقظت في نفسي همة لأصنع كما صنعت …!!
دمت بودي
بارك لك الله في همّتك العالية
لكني أُخالفك الرأي في نقطة
بالنسبة لـِ رجوع الطلاب إلى أكثر من خمسة كتب من أجل مفردات منهجٍ ما
فـَ أعتقد أن هذا نوع من التحفيز والتشجيع للقراءة والبحث والاستنباط
وعن تجربتي الشخصية : فقد استمتعت أكثر واستفدت أكثر وبقيت المعلومات في ذهني أكثر في المواد التي جمعت مفرداتها بنفسي من الكتب وقرأت هنا وهناك لأجلها أكثر من غيرها من المواد التي كان يطلب منا فيها الرجوع إلى كتابٍ واحد أو حتى التدوين مع فضيلة الأستاذ 😀
[…] في البحث تناقش البحث ناقشًا عامًا ، و قد لمت في تدوينة سابقة أولئك الذين يدرسون بعض المناهج لسنوات ثم يحتفظون […]